“الرأسمالية سوف تختفي” قالتها النائبة البرلمانية عن حزب اليساريين في البرلمان الألماني الدكتورة زهرا واكنكشت* في مقابلة مع صحيفة Zeit Online:
هل فقدتِ الأمل بأن الرأسمالية سوف تختفي كنظام ؟
كلاّ، إطلاقاً، هذا جزء من حوافزي. أنا اعتقد أن الموضوع منتهي، فتاريخ الرأسمالية وصل إلى نهايته. نحن نعيش هذه الأيام في أوروبا أوضاعاً استثنائية صعبة، مثل الأزمات الحالية، كالهبوط في مستوى المعيشة، في ألمانيا بالذات. ولا يتوقع أحد أن أطفاله أو أحفاده سيحصلون على مستوى جيد من الحياة ورعاية أفضل. هذا هو بالتأكيد دليل على فشل النظام الاقتصادي الحالي.
لماذا هي (الرأسمالية) باقية إذاً ؟
لأن هناك الكثيرين لا يرون البديل المناسب للرأسمالية، لكن هناك بداية متأنية للتغير. لقد سبق أن تكلمنا في التسعينات من القرن الماضي حول هذا الموضوع. وقال معظم الناس في تلك الأيام، وبإصرار، بأن المستقبل في الرأسمالية. أما اليوم، فإن انتقاد الرأسمالية لا يعتبر خيانة من طرف عملاء من الخارج.
ولكن الاشتراكية أثبتت فشلها أخيراً.
هذا ليس دليلاً قاطعاً أيضاً على أن الرأسمالية هي الحل، إنه فقط دليل على أن الاشتراكية يجب أن تكون مختلفةً عن سابقتها كنظام في شرق أوروبا. في تلك الأيام كانت النية تتجه إلى الرفع الكامل لاقتصاد السوق وآلياتها، واستبدالها بخطة اقتصادية مركزية. لقد اُستُبدلت الديمقراطية البرلمانية بنظام حكومي شديد التقيد. هذه المفاهيم هي التي فشلت.
إذاً هناك يوجد اقتصاد السوق؟
الأسواق ليست هي المشكلة، بل المشكلة تكمن في خصخصة المؤسسات الكبيرة، والسلطة الاجتماعية، والاستيلاء على نتاج كدح الآخرين بالمقابل الزهيد. الأسواق يجب أن تقتصر فقط في المناطق التي تستطيع أن تؤدي عملها بشكل جيد.
ما هي تلك الأماكن إذاً؟
في جميع تلك المناطق التي تخضع للتنافس والانجازات الحقيقية، والعمل على إيجاد أفكار جديدة ونوعية عالية، بحيث يؤدي ذلك إلى جني الأرباح. وعندما تتنافس مجموعة من المؤسسات أو الشركات على سوق واحدة، فيجب عليها أن تحاول أن تكون أحسن وأكثر انتاجاً من المنافس الآخر. وهذا هو النابض المحرك للابتكارات التكنولوجية. وحتى مع تجارة المواد الاستهلاكية، فإن المنافسة مهمة جداً، وبالتالي فهي تنتج ما يريده الناس لشرائه. ويجب على الإنسان بطبيعة الحال أن يشاهد كيف تتقدم العملية. فإذا كانت هناك خمس شركات كبيرة في مبيعات المواد الغذائية في ألمانيا، وهذه الشركات تهيمن على السوق والعملاء والموردين، وتحدّد الأسعار، فذلك طبعأ ليس له أية علاقة بالسوق. فالأسواق تنشط وتعمل فقط عندما لا تصبح الشركات كبيرة جداً.
إن تكنولوجيا تجارة التجزئة موجودة في كل مكان، وإلا لا طائل من الأسواق، أليس كذلك؟
الأسواق هي مفيدة جداً في العديد من المجالات، ولكن علينا أن نفهم متى هي تعمل.
أنتِ تريدين نظاماً كي تستطيعي تسميته بالاشتراكية الخلاّقة، كيف ستبدو تلك الاشتراكية بالضبط؟
الإبداع عمل يجب أن يُكافأ عليه. إن الذين يحملون أفكاراً مفيدة وجيدة، وكذلك المخترعون والمكتشفون، أو الذين يريدون تأسيس مؤسسة تجارية جديدة، إن أصحاب هذه الانجازات والأفكار الخلاّقة، يجب أن يُكافأوا ويُقدّم لهم الدعم والمساعدة. والذين هم في حاجة إلى المساعدة، يجب أن تُضمن لهم مساعدات لائقة تحفظ وتصون كرامتهم الإنسانية. ولكن لايجوز بعد ذلك إتاحة الفرصة لأي شخص – أو جهة – أن يستثمر أو يقتات ويعيش من تعب وعمل الآخرين، فقط لأنه أحد من أبناء العائلات الثرية الذين سيرثون هذه الثروات وهم لا يزالون أطفالا في المهد.
ذاً لا وجود لنظام التوريث؟
الموضوع لا يتعلق بمنزل عائلي أو دفتر حساب بنكي، ولكنه يتعلق بالملايين من الأموال المكدسة، والتي تنتقل من جيل إلى آخر. كما أنه لا علاقة له بالكسب العادل الذي يؤدّي إلى تركيز النفوذ و احتواء السلطة. إن اقتراحي هو الميراث المسموح به، وهو الميراث الذي يجب أن لا يتعدّى المليون يورو كمبلغ مفتوح، وليس غير ذلك. أما بالنسبة للشركات، فينبغي تحويل الفائض من رأسمالها الى الفريق العامل فيها، لأن العاملين هم من عملوا على تكوين هذه الثروة.
هل المواطنون على استعداد لإلغاء الرأسمالية؟
بطبيعة الحال، ولكن فقط إذا كان لديهم شعور بأن البديل (الاشتراكية) هو أكثر جاذبية.