ناظم حكمت.. شاعر تركيا العظيم كان عاشقا لزوجته وابنه محمد وكتب الكثير من قصائد الحب والحنين والشوق لزوجته التي ظلت بعيدة عنه لسنوات..
لا تحيا على الأرض كمستأجر بيت
أو زائر ريف وسط الخضرة
ولتحيا على الأرض
كما لو كان العالم بيت أبيك
ثق في الحب وفي الأرض وفي البحر
ولتمنح ثقتك قبل الأشياء الأخرى للإنسان
امنح حبك للسحب وللآلة والكتب
ولتمنح حبك قبل الأشياء الأخرى للإنسان
ولتستشعر اكتئابة الغصن الجاف
والكوكب الخامد
والحيوان المقعد
ولتستشعر أولاً اكتئابة الإنسان
لتحمل لك الفرحة كل طيبات الأرض
ليحمل لك الفرحة الظل والضوء
لتحمل لك الفرحة الفصول الأربعة
ولكن فليحمل لك الإنسان أول فرحة
عندما زرت اسطنبول قبل سنوات وكنت في مركب في البوسفور.. شعرت بأن البحر كله ناظم.. والسماء كلها ناظم.. والهواء كله انفاس ناظم ..وكأن الأمواج ما عادت تردد:
ان لم احترق انا
ان لم تحترق انت
فمن يضيء ظلمات العالم..
سلاما لروحك ايها العظيم!
- واستجابة للرأي العالمي سمحت السلطات التركية بسفر زوجته والتحاقها به في موسكو.. وكان اللقاء المنتظر.. لكن ناظم اكتشف انه ما عاد يحبها وتم الطلاق بعد سنوات الانتظار الصعبة.. كان ناظم ينتظر ان يرى زوجته القديمة التي عشقها يوما لكنها لم تكن كذلك ولا هو كذلك فقد غيرتهما سنوات العذاب.. شعور صعب.. وموقف يصعب تخيّله.. لكنه القلب.. وموت العشق!!
- ناظم حكمت (1902 – 1963) شاعر تركيا المشهور ولد لعائلة ثرية، شارك في حركة أتاتورك التجديدية ولكن بعدها عارض النظام الذي أنشأه اتاتورك وسجن في السجون التركية حتى 1950 عندما نفي إلى الاتحاد السوفييتي. كانت أشعاره ممنوعة في تركيا إلى أن أعيد الاعتبار إليه في تركيا بعد وفاته.
أضحى التنائي بديلا عن تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا فيما ابتلت جوانحنا شوقا اليكم ولا جفت مآقينا
يكاد حين تناجيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تناسينا
حالت لبعدكم أيامنا فغدت سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
أما ولاّدة فتشتهر ببيتين شهيرين قيل انها كانت تكتب كل واحد منهما على جهة من ثوبها:
أنا والله أصلح للمعالي وامشي مشيتي وأتيه تيها
أمكّن عاشقي من صحن خدي واعطي قبلتي من يشتهيها
- من حكايات العشق المؤلمة علاقة الحب التي ربطت بين الشاعر العربي الاندلسي ابن زيدون وولّادة ابنة المستكفي. أحب ابن زيدون (1003م – 1071م) الشاعرة والأديبة ولاّدة ابنة الخليفة المستكفي (994 -1091م) التي كانت تعقد الندوات والمجالس الادبية والشعرية في بيتها وبادلته حبّا بحب وكتب عنها ابن زيدون اجمل قصائد الحب وكانت ولّادة اميرة اندلسية في غاية الجمال وشاعرة ومغنية. لكن ابن زيدون غادر الى اشبيلية وظل هناك سنوات طويلة. وعند عودته الى غرناطة بعد زوال الشباب قصد قصر ولّادة وكان مشتاقا لرؤيتها ويشعر بحنين طاغ للماضي.. لكنها رفضت استقباله او رؤيته.. فعاد ابن زيدون كسير القلب. كانت غاية ولّادة ان تظل في ذاكرة ابن زيدون تلك الحسناء الفاتنة التي احبها يوما ولم ترد ان يراها بعد ان ترك الزمان في وجهها لمساته القاسية. انه موت الحب بشكل آخر!