رأيتُ الموتَ يُهروِلُ في عَينيهِ
في وجهه نوارس تلوّحُ مُودعةً
تَهتفُ:
سَيغادرُ المُحاربُ الى مِحرابهِ
وفي تَجاعيدِ ليلهِ
يَسكنُ حزنٌ عتيقٌ كالزَمنْ
اصيخوا السَمعَ لإشاراته المُبهمةِ
فصوتهُ صَارَ يَسكنُ قلعةً بعيدةْ
هَتفَ كَثيراً
صَرخَ كثيراً
وها هو يُقيمُ في صَخبِ الصَمتِ
قديساً له قلبَ طِفلٍ لم يَكبرْ
***
في ليلةِ النبوءةِ الفَاجِعةِ
أكتبُ بنَزيفِ الرُوحْ
أكتبُ والليلُ جُروحْ
في انتظارِ خبرٍ سَيأتِي
غداً سيأتي
اشدُّ دماً من البَوحْ
***
لم يمتْ
تحوّلَ الى ضوءٍ حَالمٍ
في القَمرْ
***
وما الموتُ
الا انحِباسِ قلبَ السَماءْ
وهي تحرَضُ المَوجَ على الغَدرْ
إنهُ انهزامُ شَمعةٍ في الوَهجْ
***
الموتُ يَبعثُ فُقاعاتٍ
تَتَحوّلُ مَوجاً
غُيوماً سَوداءْ
تظللُ القَلبَ بَالفَقدْ
تَسجدُ القَصيدةُ حُزناً
***
يَبوحُ الدمُ بسرّهِ للوَردةِ
فتنشجُ فَضاءاتَ مِن ليلٍ
مُفرطٍ في العُتمَةْ
***
اخرجتُ يَدي من نَافذةِ السَيَّارةِ
كَي اُلآمسُ المطر بِشوقِ عَاشقٍ
فَسقطتْ قِطعةٌ من البَرَدِ على كَفِّي
دَعكتُ البَرَدَ على وَجهي فرحاً
فَهمسَ لي: المَوتى يُقرؤونكَ السَلامْ