روح تشبهني

رُوحٌ وَجَدتُها في جَيبِ قَميصِي
القريبِ مِن أَجراسِ دمي
طَافتْ على يَديَّ
حَاصرَتني يَميناً.. شِمالاً
أَشعلَتْ وجهي حَرائِقَ لذيذةً
شُموعاً تُضيءُ عتمتاي المُتَعَرِّجَةِ


عَيناها قالَتْ شَيئاً غامِضاً
ربَّما لَمْ تَقُل شَيئاً… لكنَّها قالتْ:
«بَحرِي هائِجٌ أَعطِنِي زَورَقاً..
تائهٌ وَجْهِي.. امْنَحنِي ماءَ زَمْزمْ»
فَتحتُ لكِ وجهيَ مَرافِئَ
لِنَهربَ إلى مِياهِ القَلبِ
نَزرعُ طحالبَ العشقِ الأخضرِ
على سِيمفونيةِ الموجِ
نكتُبُ أَسماءَنا على أَجنِحةِ النوارِسِ
ونَهرُبُ إِلينا
***

كم صوتكِ يَغسِلُني
في نهرٍ نقيّ لم يُخلق إلا الآنْ
كم يُنسيني أشجاني المجنونة
أريدكِ وردةَ عشقٍ أزليهْ
تبزغُ في صَحرائي
تتحولُ صَحرائي إلى شغفٍ
لا يشبهُ إلا فتنةَ وجهكِ
آه من عينيكِ تَركتني في مَنفى
***
كلما أوغلتُ فيكِ
امتدتْ بيادرُ الرغبةِ
لتلامسَ النبعَ الخفِيّ
في هِالتكِ المستطالة كالسّرْ
***
لم أكن أعلمُ
أنكِ أنثى إلى هَذا الحَدْ
جارفةً حدَ جُنونِ الأشجارِ والأنهارْ
حين تهاويتُ فيكِ
تَلقفتني شَفتاكِ
و ما زلت مُستلقياً في خَمرهما
***
قلتُ سَأستقيلُ من العِشقِ
وأكاتبُ البحرَ أسراري
العشقُ غولٌ أهدرَ سَمائي
لكنها جاءَت على بساطٍ سِحريّ
لتوقظني من الحزنِ
وجهُهَا خَطفَ ظِلي
استولتْ على سُفُني
وَشَمني القَدرُ بِعشقٍ مَجنونْ
فانطلقتْ نَوارسُ البحرِ نحوي
تُغرقُني بالأسئلةْ
}}}
ونسيتُ أن أكبرْ
حين رأيتُ البحرَ
يغازلُ وجهكِ الهائمَ
في طقوسهِ الحزينة اليَوميةِ
يغتسل بالرمل الذَهبي و الفيروزاتِ
النائمةِ في خدرٍ على كتفيكِ
حين رأيتُ مُقلتيكِ
سَيفانِ تشعَّانِ لذةً في القلبْ
نسيتُ أن أكبرْ
حينَ أصبحَ صوتكِ شَلالاً من العسلِ
ينسابُ على تلالِ غُربتي واغترَابي المستبدْ
نسيتُ أن أكبرْ
حين أمطَرتْ نَظراتكِ وهجاً
أضاء دهَاليز شَغفِي
نسيتُ أن أكبرْ
حينَ رأيتكِ تقفين أمامَ مرفأي
تطلقينَ العَصافيرَ فِي فَمي