مَاذا قَالَ المطرُ حِينَما هَطلْ
والشاعرُ قد رحلْ
ولَم يَجِد وجهَهُ
كَي يَستلقيَ عَليهِ من التَعبْ
***
مَاذا قَالَ المَقهَى البعيدْ
ال كانَ ينثرُ فيهِ أحزانَهُ على الورقْ
يَنفثُها عَبرَ لفائِفِ التَبغْ
والدخانُ يبكِي هَلَعاً
***
مَاذا قَالَتْ الأرصفةْ
حين افتقدتْ وَقْعَ أَقدامِ الشاعرِ الغريبْ
وهُوَ يجرُّ خَيباتِهِ الليليةِ
يُمزِّقُ الأغلفةْ
***
مَاذَا قَالتْ السَماءْ
وأَجملُ النساءْ
اللواتي مِن أجلهنَّ نَسَي النومْ
والشوارعَ والقومْ
***
مَاذا قَالَ الفجرُ الرُمادِيُّ
عَن شفقٍ غَادَرَ وجهَ الغروبْ
لِيمنَعَ الليلَ عَن السُدولْ
***
مَاذا قَالَت قَطَراتُ النَدَى
وَكانَ يَمسحُ دموعَها في كلِّ فجرٍ
لِيمنحَ قلبَهُ هدِيَّةً للضِياءْ
***
مَاذا قالتْ القَصيدةْ
وهي تلهثُ خَلفكَ حتى حَافَّةِ اللحْدْ
لتكتُبَ الفَجيعةُ المُصيبةْ
تَمسحُ عن وجهكَ الطِفليِّ
أغبِرةِ التُربةِ الأَخِيرةْ
***
مَاذا قَالَ البُكاءُ
وَهو يَبْكِي عَلى نَفسِهِ
استَنْزَفَ العُشَّاقُ دَموعَهُ
حزناً على رَحيلِ القَصيدةْ
(الى الشاعر جوزيف حرب)